بقايا زعيم المدير العام
عدد المساهمات : 669 تاريخ التسجيل : 18/07/2010 العمر : 33 نقاط : 10787 المزاج : عاشــــت صومالي لاند
| موضوع: قراءة تحليلية في انتخابات أرض الصومال الرئاسية 1/8/2010, 10:46 pm | |
| ************************************************************************************ التنافس الشريف شيء عظيم في حياة الإنسان، ولكنه لا يحدث دائماً على الوجه المطلوب؛ وكل تسابق في انتخابات حرة ونزيهة يعقد في أي بقعة من العالم لا بد أن يوجد فيها فائز ومهزوم وهذا ما حدث بالفعل في أرض الصومال بنسبة مقبولة.
الانتخابات الرئاسية التي عقدت في أرض الصومال في 26 من يونيو الماضي كانت نقطة تحول في تاريخ القرن الأفريقي في الوقت الحاضر، وأجريت قبل عقدها تمهيدات كثيرة ومنها على سيبل المثال تسجيل الناخبين وحملات انتخابية مسعورة -حسب وصف بعض المحللين- استغرقت ثلاثة أسابيع حدثت بين المتنافسين الثلاثة ( حزب التضامن وحزب العدالة وحزب الشعب الديمقراطي)، ورغم ما صاحب الحملات الانتخابية من لغط وصخب كبيرين إلا أن كل الدلائل كانت تشير إلى الجانب الذي سوف يفوز في هذه الانتخابات. إذاً يتساءل كثير من المراقبين في هذه المنطقة عن الأسباب التي أدت إلى فوز حزب التضامن وأوصلته إلى كرسي الرئاسة وسببت بالمقابل هزيمة حزب الشعب الديمقراطي الحاكم السابق.
طبعاً هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة الأخرى حول هذه الانتخابات وجيهة بالنسبة إلى من يتساءل في نفسه، وبعد نقاشات وأحاديث مستفيضة أجريتُها مع عدد كبير من السياسيين ورؤساء الأحزاب والمثقفين في أرض الصومال تبيّن لي أن سر نجاح حزب التضامن المعارض السابق والحاكم الحالى يكمن في عدة نقاط أهمها:
** أن حزب التضامن استعد لخوض غمار معارك الانتخابات استعداداً تاماً حيث درب كوادره الى جلب مزيد من الأنصار والموالين له في صفوفه في وقت مبكر من هذا العام 2010، وبقي غريمه الأساسي (حزب الشعب الديمقراطي) غارقا في نوم عميق لم يفق منه إلا في وقت لا ينفع في العمل ولا الندم، واتكل على تصريحات غير منظمة عبر وسائل الإعلام.
** ووصف بعض المحللين عناصر حزب الشعب الديمقراطي في الأقاليم والمناطق بأنهم عناصر لا خبرة لهم في شؤون السياسية والتعامل مع الناس وكان غالبيتهم من عامة الناس، ولكن المعارضة كانت تختار عناصرها من أكفأ الناس وأحسنهم سمعة بين المجتمع في تلك المنطقة وهم لا يتركون التوازن العشائري الموجود أصلا داخل المجتمع .
** عقد حزب التضامن اتفاقية مع جميع وسائل الإعلام المحلية المرئية والمسموعة، والمقروءة، ومواقع الانترنت على أن تكون حملات الانتخابات بأجرة معينة من بدايتها حتى نهايتها، في حين لم يبال حزب الشعب الديمقراطي بوسائل الإعلام وتجاهلهم تماماً واكتفى بالتلفزيون الوطني الذي يعاني من قلة المشاهدين وإذاعة هرجيسا التى لا يتجاوز بثها حدود منطقة هرجيسا، وأدى هذا إلى نشر كل خطوات ممثلي حزب التجمع في كل وقت، بينما كانت وسائل الإعلام تترك أنشطة مهمة للحزب الحاكم في ذلك الوقت بسبب تجاهله وسائل الإعلام المستقلة.
** نظم حزب التضامن حملاته الانتخابية بصورة رائعة وفي خلال مدته الممنوحة له التى كانت سبعة أيام، وكان المرشح في رئاسة الجمهورية أحمد سيلانيو يقوم بحملاته في الأقاليم الشرقية في وقت كان نائبه عبدالرحمن الزيلعي يقوم بحملاته في الأقاليم الغربية، ونادراً ما كانا يجتمعان في مكان واحد، بينما كان المرشحان لحزب الشعب الديمقراطي طاهر ريالي وأحمد يوسف ينظمان حملاتهم معاً ولم يتفرقا إلا في أوقات يسيرة،
وكان مرشح حزب التجمع قد زار جميع المدن الرئيسية وشملت زياراته جميع الأقاليم، في حين لم تشمل زيارات مرشح حزب الشعب الديمقراطي بعض المدن الرئيسية مثل برعو وهي مسقط رأس غرينه الذي زار وخاطب الجماهير في مدينة بورما ونتج عن ذلك في نهاية الانتخابات أن يصبح حزب الشعب الديمقراطي في ذيل القائمة في هذه المنطقة.
** حدثت انشقاقات كبيرة في صفوف حزب الشعب الحاكم في ذلك الوقت من أخمص قدميه إلى منبت شعره في وقت كان أحوج إلى التآزر والتلاحم بين أفراده ولم تحدث مثل هذه الانشقاقات والاستقالات الجماعية أحياناً في صفوف المعارضة في ذلك الوقت وكانوا أكثر نظاماً وأحسن إدارة في معالجة الأمور المستعصية.
** وكان أكبر الأشياء وأخطرها التى أهملها الحزب الشعب الديمقراطي أنه لم يعرض على الناخبين برنامجاً سياساً متكاملاً، وكان جل اهتمامه خطابات مرتجلة، وكانت المعارضة في شقيها (التضامن والعدالة والرعاية) قد عرضوا على الناخيبن برنامجاً سياساً متكاملا يتضمن جميع مناحي الحياة الساسية والاقتصادية والاحتماعية، وغيرها من الأمور الأساسية وإدارتها حسب رؤيتهم.اعداد : حسن عيسى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|