جلس شاب مفتول العضلات يفكر لأيام طويلة كيف يصنع لنفسه مجدا يعلي قدره بين الناس، وبعد فترة قرر الشاب أن يتسلق قمة أعلى جبل في بلاده، جهز أدواته التي ستساعده في مهمته وانطلق بسرعة إلى سفح الجبل شاهق الارتفاع.
وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهته في البداية، واصل الشاب صعوده بنجاح قبل أن يتبادر إلى ذهنه فجأة سؤال وجهه إليه أحد الناصحين غفل عنه طوال الأيام السابقة.. "هل أنا قادر على النجاح".
تذكر "المغامر" حينها أنه يعتمد بشكل كلي على عقله وقوه ذراعيه في إنجاز كل شيء ولكنه لا يتمتع بقدمين يمكنهما تأمينه وهو يخاطر على هذه الأرض الوعرة أو في حالة تعرض أي من نقاط قوته لمكروه.
فالشاب مفتول العضلات هو ميامي هيت، رأسه ليبرون جيمس ويده اليمنى دواين ويد واليسرى كريس بوش ولكن هل يكفي ذلك للفوز بلقب دوري الرابطة؟.
عانى هيت كثيرا في بداية الموسم عندما لم يقدم الثلاثي المستوى المنتظر منه ووصل الحال بالفريق إلى تلقيه ثماني هزائم بعد 17 مباراة من بداية هذا الموسم.
ومع ارتفاع مستوى النجوم الثلاثة تحسنت نتائج الفريق وتمكن من انتزاع صدارة القسم الشرقي من بين أنياب بوسطن سلتكس قبل أن يفقدها سريعا لصالح سلتكس مرة أخرى بعد هزيمتين متتاليتين أمام لوس أنجيلس كليبرز ودينفر ناغتس على الترتيب.
وشهد لقاء كليبرز إصابة جيمس بإلتواء في الكاحل الأيسر في الشوط الرابع من اللقاء وهو ما أدى لغيابه عن مباراة فريقه أمام ناغتس وترتب على ذلك خسارة فريقه بفارق 28 نقطة كاملة رغم وجود ويد وبوش.
وبالنظر إلى ما قدمه هيت هذا الموسم وفوزه في 30 مباراة مقابل تلقيه 11 هزيمة سنجد أن جيمس يتصدر قائمة مسجلي الفريق بمتوسط 25.4 نقطة بعد مشاركته في 40 مباراة بمعدل 37.8 دقيقة في المباراة الواحدة.
ويحتل ويد المركز الثاني في قائمة المسجلين بعد إحرازه متوسط 24.9 نقطة خلال مشاركته في 39 مباراة بمعدل 36.4 دقيقة في كل مباراة.
ثم يأتي بوش في المركز الثالث بعد تسجيله متوسط 18.4 نقطة خلال مشاركته في كل مباريات الموسم حتى الآن بمعدل 35.7 دقيقة في المباراة الواحدة.
وبعد نظرة أخرى إلى احصائيات هيت لهذا الموسم سنجد أن زيدروناس إيلغاوسكاس الذي شارك في كل مباريات هذا الموسم وبدأ 30 منها سجل متوسط 5.5 نقطة فقط في متوسط 18.1 دقيقة.
وحتى على صعيد الواجبات الدفاعية، يظهر بوش كأفضل جامع للمتابعات في صفوف الفريق بمتوسط 8.3 متابعة ثم يأتي هاسلم في المركز الثاني بـ8.2 متابعة، والمركز الثالث من نصيب جيمس بمتوسط سبع متابعات والرابع ويد بمعدل 6.6 متابعة في المباراة الواحدة.
كما يحتل جيمس وويد صدارة ممرري الكرات الحاسمة خلال الموسم بمتوسط 7.2 و4.2 على الترتيب ويأتي بوش في المركز الثالث بمتوسط 1.8 تمريرة في المباراة الواحدة.
وكل هذه الأرقام توضح مدى الخطر الكبير الذي يحيط بهيت رغم الانتصارات والعروض البراقة التي يقدمها "النجوم الثلاثة".
وجاءت مباراة هيت وبورتلاند تريل بليزرز يوم الأحد والتي انتهت بنتيجة 107 – 100 لصالح ميامي بعد وقت إضافي لتكون بمثابة دليل صارخ على حال الفريق.
إذ سجل الثلاثي 96 نقطة من الـ 107 نقطة التي سجلها هيت خلال اللقاء إذ سجل جيمس 44 نقطة وويد 34 نقطة وبوش 18 نقطة، مقابل 11 نقطة سجلها أربعة من لاعبي الفريق مع وجود لاعبين لم يسجلا أي نقطة.
ويظهر الفارق الكبير عند مقارنة متوسط ما يسجله لاعبو هيت بمتوسط ما يسجله لاعبو كل من بوسطن سلتكس وسان أنطونيو سبرز متصدرا الشرق والغرب، إذ يسجل هيت معدل 101.8 نقطة منها متوسط 69 نقطة للنجوم الثلاثة فيما يسجل باقي أعضاء الفريق مجتمعين متوسط 48 نقطة.
ويسجل لاعبو سلتكس متوسط 99.5 نقطة في المباراة الواحدة يسجل منها الثلاثي الكبير في الفريق والذي يتكون من بول بيرس وراي ألين وكيفن غارنيت متوسط 51.7 نقطة في المباراة الواحدة فيما يسجل باقي لاعبي الفريق معدل 68.5 نقطة.
فيما يسجل لاعبو متوسط 104.7 نقطة في المباراة الواحدة يسجل منها الثلاثي الكبير في سبرز والذي يتكون من تيم دنكان وتوني باركر ومانو جينوبلي متوسط 49.9 نقطة فيما يسجل باقي لاعبي الفريق 69.3 نقطة.
وما سبق يعني أن هيت لكي يظل في مأمن عليه أن يدفع دائما بنجومه الثلاثة في كل المباريات ولأطول وقت ممكن حتى يضمن الخروج فائزا وهو ما سيعرضهم للإرهاق والإصابات وخصوصا أن الدوري الاعتيادي لا يزال طويلا بالإضافة إلى أن الأدوار الإقصائية تعد بداية المنافسة الحقيقية على لقب البطولة.
ويحتاج هيت إلى لاعبين آخرين لمساندة ثلاثي الفريق حتى يتمكن من الحصول على الراحة الكافية خلال منافسات الدوري الاعتيادي ليتمكنوا من الظهور بكامل قوتهم في الأوقات الحاسمة، ومساعدته أيضا في تسجيل النقاط بشكل أكبر ليتجنب الفريق الهزيمة في حالة ظهور أي من نجوم هيت الثلاثة بعيدا عن مستواه.
وبعد كل ما سبق، وبرغم العديد من الترشيحات التي تصب في صالح هيت والذي يعتبره الكثيرين المرشح الأقوى والأبرز للفوز بلقب دوري الرابطة الوطنية فإن سقوطه وإقصاءه خارج البطولة في حالة استمرار الأداء الهزيل لزملاء النجوم الثلاثة لن يكون مفاجأة.
والسؤال الآن، هل ينتبه بات رايلي رئيس الفريق والمدرب إريك سبولسترا إلى الأخطار التي تهدد حلم ينتظره الملايين من عشاق هيت حول العالم وفي وطننا العربي؟.
في انتظار الإجابة التي تحملها لنا الشهور القادمة من عمر هذا الموسم.
في انتظار أرائكم على صفحة NBA العربية على الفيس بوك
https://www.facebook.com/NBA.Arabicتحياتي
موضوع: أخطار تهدد حلم هيت 