يواجه الصوماليون في مخيمات اللاجئين بكينيا ظروفا قاسية، وسط غياب تام لدور الهيئات الخيرية العربية والإسلامية، بينما يوجد في مخيمات داداب الثلاثة (آيفو، حكرطير، طكجلي ) العديد من منظمات الإغاثة الغربية، وفق روايات اللاجئين. وتحدث الداعية محمد عمر جامع –وهو أحد أبرز الدعاة في مخيمات اللاجئين– عن وجود أكثر من 15 هيئة إغاثة غربية في المخيمات، اتهمها بالعمل على إبعاد الجيل الصومالي الجديد عن دينه الإسلامي، مشيرا إلى أن مؤسسة الحرمين الخيرية كانت من أبرز الهيئات الخيرية العربية ألتي قدمت خدمات تعليمية وصحية وغيرها إلى اللاجئين الصوماليين. وأضاف عمر جامع -الذي كان مديرا لمدرسة زيد بن ثابت الممولة من مؤسسة الحرمين– أن الأخيرة “كانت تشرف على مشاريع خيرية ضخمة في كينيا خاصة في مخيمات اللاجئين، أبرزها خدمات تعليمية ورعاية الأيتام والأرامل، وكفالة أكثر من 250 داعية، وبناء المساجد، وتقديم دورات دعوية، ودعم الخلوات القرآنية، إضافة إلى مشاريع إغاثية مستمرة”
غير أن مكاتب مؤسسة الحرمين الخيرية بمخيمات اللاجئين الصوماليين في كينيا أغلقت عام 2003 بذريعة مكافحة الإرهاب، وفق رواية الداعية عمر جامع الذي شن هجوما كبيرا على ممارسات المجلس القومي لكنائس كينيا بالتعاون مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بما فيها القيام بأنشطة وصفها بالتنصيرية وسط المخيمات تحت مسميات الإغاثة والمساعدات.
البدايات
وقال مسؤول المشاريع للجمعية الخيرية لمسلمي كينيا المحلية أحمد عبد الله محمد “إن تاريخ نشأة العمل الخيري العربي في كينيا يعود إلى الفترة التي أعقبت انهيار الحكومة المركزية في الصومال عام 1991 وتدفق آلاف اللاجئين نحو كينيا نتيجة اندلاع الحرب الأهلية في جنوب الصومال”. وذكر -في حديثه للجزيرة نت- أن إغلاق مكاتب مؤسسة الحرمين الخيرية في كينيا شجع الكثير من المحسنين الكينيين على التحرك نحو العمل الخيري بدعم المعاهد الإسلامية، ومراكز الأيتام، وبناء المساجد، وحفر الآبار، غير أن جهودهم لم تصل إلى مخيمات اللاجئين الصوماليين في كينيا الذين يقدر عددهم بأربعمائة ألف شخص. وأوضح أنه لا يوجد عائق قانوني أمام الهيئات الخيرية العربية والإسلامية في كينيا إذا استخدمت الوسائل الشرعية، ومنها تسجيل اسمها لدى مجلس المنظمات غير الحكومية في كينيا، وتوضيح هيكلها الإداري وأهدافها، إضافة إلى كشف مصادر الأموال وطرق صرفها.
أسباب الفشل
من جانبه عدّد الباحث الصومالي في القضايا الإستراتيجية والعلاقات الدولية عبد الخالق محمد في تصريحات للجزيرة نت جملة من العقبات التي تجهض العمل الخيري العربي الإسلامي في كينيا مثل ضعف النظام الإداري، وعشوائية اختيار وتنفيذ المشاريع، والتركيز على المساعدات العينية والإسعافات الأولوية، وغياب المشاريع التنموية لعدم وجود كوادر علمية متخصصة. وشن عبد الخالق هجوما لاذعا على القوى الغربية بقيادة أميركا لارتكابها أخطاء وصفها بالكارثية، أولها العمل على تجفيف منابع العمل الخيري الإسلامي بذريعة مكافحة الإرهاب، وطلب من الولايات المتحدة الأميركية والمنظمات الإسلامية الخيرية الدولية مراجعة سياساتهما للوقوف على إيجابيات وسلبيات أعمالهما، وذلك من أجل تحقيق ما ينفع الإنسانية.
الجدير بالذكر أن أكثر من 10 جمعيات خيرية محلية تعمل في كينيا، إضافة إلى أربع منظمات خيرية عربية أبرزها لجنة مسلمي أفريقيا، ومنظمة الدعوة الإسلامية، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، غير أن دورها غائب في مخيمات اللاجئين الصوماليين بكينيا. —– نقلاًعن : الجزيرة.نت