إيّاك أن تعود إلى الدراسة إن كانت هذه أسبابك!

إيّاك أن تعود إلى الدراسة
إن كانت هذه أسبابك!

جينيفر ويليامسون
كاتبة ومعلّمة متخصصة في تعليم الكبار والتعليم عن بعد


إن تركت مدرستك قبل التخرّج وتريد الآن العودة بعد انقطاع أو كنت تفكّر في نيل درجةٍ أعلى، فسوف تسمع الكثير من عبارات الثناء والتأييد. كثيراً ما يُحكى عن العودة إلى الدراسة بوصفها الحلّ السحري لكل مشكلات السخط من الوضع الوظيفي الراهن. الدرجة العلمية الأرقى بوابتك إلى موقع وظيفيّ أفضل وتعويضٍ مالي أكبر وحياة أجمل!

في كثيرٍ من الأحيان يكون هذا الكلام صحيحاً ولكنّه يكون في أحيانَ كثيرة ايضاً خطوةً خطيرةً لا طائل من ورائها إلاّ الندامة. انفتاح أبواب الدراسة أمامك لا يكفي، توفر الرغبة وبعض المقوّمات لا يكفي. حتّى تعود إلى الدراسة عودةً مجدية تجعل حالك بعدها أفضل من حالك قبلها ينبغي أن تتقن الإجابة على هذين السؤالين: لماذا أعود؟ وكيف أستمر؟

فيما يلي أمثلةٌ على الأسباب غير الصحيحة أو المُقلِقة للتوجّه إلى الدراسة وخصوصاً إن كنت موظفاً أو مسؤولاً عن أسرة.

1- لا تعرف ماذا تصنع ولا أيّ طريق تسلك
يمكن للطلبة النظاميّين تحمّل تكاليف وأعباء الدراسة من دون أن يكون لديهم تركيز واضح. فمع تحمّل الآباء دفع الفواتير، ومع ضعف تجربتهم في الأمور المالية وخلو بالهم من الهموم التي تحملها الديون إلى المستقبل، نرى كثيراً من الطلّاب النظاميين يأخذون راحتهم في استكشاف الطرق المختلفة واختيار فرع الدراسة الذي يرغبونه دون أن يكون هذا الفرع ملائماً لهم من الناحية المالية.

لكن إن كنت أنت من يدفع فاتورة تعليمك وتعيل نفسك خلال فترة دراستك، أو كنت طالباً كبير السن لديك عائلةٌ تعيلها أو كنتَ موظفاً ليسَ لديه الكثير من الوقت والفرص في سوق العمل كي يهدرها في التجارب، فسوف تجدُ أن هامش حرّيتك في الاستكشاف والتجريب بات أضيق.

لا تبتئس! إن كنت تريد العودة إلى الكلّية من أجل تحقيق ذاتك فهنالك طرقٌ أخرى أرخص وأضمن. فتِّش عنها.

2- تريد العودة من اجل التعلّم.. العلم غايةٌ سامية بحدّ ذاتها!
إن كنت تريد الالتحاق بالجامعة لأنّك تظن ذلك أمراً ممتعاً بحدّ ذاته، ترّيث وراجع حساباتك. لن يبقى ممتعاً دفع تلك الفواتير الضخمة عندما تنتهي من دراستك ولاتجدُ الجائزة في انتظارك!

إن كنت تريد التعلّم من أجل التعلّم فأمامك عشرات ومئات من برامج التعليم عن بعد المجّانيّة. أو يمكنك اللجوء إلى برامج التعليم المحلّية.

طالع الكتب، تابع أقنية الفضائيات العلمية، امضِ في رحلات تعليمية، أو احضر الصفوف المفتوحة في جامعة بلدتك. أمامك الكثير من السبل لتعلّم نفسك مجاناً فعلام تتحمّل التكاليف الباهظة أو الديون؟

3- ضجران وتريد الانطلاق في حياةٍ مهنية جديدة:
أن تشعر بالضجر في مهنتك شيء، وأن تحمّل نفسك أعباءً هائلة وديوناً فادحة في سبيل تغييرها شيءٌ آخر لا علاقة له بالمهنة على الإطلاق.

إن كنت تتطلّع إلى حياةٍ مهنية جديدة فابدأ بدراسة أوضاعك والأوضاع المحيطة قبل ان تفكر في العودة إلى الدراسة.

هل تحتاج حقاً إلى الشهادة الدراسية المنشودة من أجل بدايتك الجديدة؟ حاول العمل في موقع تجريبيّ مؤقت، أو اعمل متطوّعاً في الحقل الذي تهواه قبل أن تعود إلى الدراسة في سبيله. إن هذه التجربة سوف تمنحك الوقت والاطلاع الكافيين لتقرير إن كان ذلك المجال الجديد ملائماً لك. ومن يدري؟ يمكن أن يُقنع أداؤك أصحاب العمل ويقرّروا تحمّل تكاليف دراستك.

4- تريد توسيع شبكة علاقاتك:
أجل تتيح معاهد الدراسة الفرص لتكوين علاقاتٍ قيّمة، ولكن إن كان هذا هو غرضك من الدراسة فيجب عليك أن تعيد حساباتك.

ليس هنالك ما يضمن لك الفوز بالعلاقات التي تريدها من خلال معاهد الدراسة. قد يكون للأساتذة صلاتٌ واسعة قوية في أوساط الصناعة المعنية، وربما يمضي على وجودهم في الوسط التعليمي عقود دون أن يؤسسوا تلك الصلات.

إن كنت تريد التشبيك فأمامك مجالاتٌ أخرى غير الجامعات. أمامك غرف التجارة والصناعة، أمامك المؤتمرات والملتقيات. هناك الكثير من مجالات تأسيس علاقات العمل وتقويتها دون دفع الآلاف على رسوم التعليم.

5- يمضي كل من حولك إلى الدراسة فلم لا تمضي أنت؟
عندما تجد الكثيرين حولك يحملون درجاتٍ علمية عالية فربما تشعر بالغربة وبحاجةٍ ملحة إلى الاقتداء بهم. ولكن مهلاً! ليس كل من حولك لهم ظروفك ذاتها.

هل بإمكانك تقديم الوقت والمال اللازمين لنيل الشهادة المرغوبة؟ وكيف ستتغيّر آفاق عملك إن توصلت إليها حقا؟ وقبل هذا وذاك سل نفسك: هل أنت بحاجةٍ إلى هذه الدرجة العلمية العالية من أجل تحقيق أهدافك؟ ألا تختلف أهدافك ومعاييرك في الحياة عن أهداف من حولك من العائلة والأصدقاء؟

6- تكره طاولة العمل القاسية وتحب مقعد الدراسة الحنون
يمضي كثيرٌ من خرّيجي الكلّيات إلى معاهد الدراسات العليا بعد قضائهم سنة أو سنتين وحسب في ميدان العمل، فترة ليست بالكافية لتبديد الأوهام ونسيان البيئة الجامعيّة. امنح نفسك الفرصة الكافية للتفاعل والتأقلم مع دنيا العمل. قد لا تعجبك الوظائف الأولى كثيراً، ولكن لا بأس، ستجد في النهاية الوظيفة التي تشتاق إلى المضي نحوها كل صباح.

وإن كان مجال العمل ومسارك المهنيّ هو موضع اهتمامك فانظر إلى مهارات التحوّل المتوفّرة لديك الآن وقد تجد أن العودة إلى مقاعد الدراسة لا ضرورة لها من أجل تغيير مسارك المهنيّ.

إن العودة إلى مقاعد الدراسة يمكن أن تكون استثماراً قيّماً في مستقبلك ، ويمكن أن تكون غلطةً فادحة التكاليف. ترّيث وفكّر إلى الأمام قبل الالتحاق بمعاهد الدراسة. تحقّق من أنّك تحتاج إلى تلك الدرجة العلمية، ومن أنها سوف تردّ لك ما دفعته في سبيلها على المدى البعيد. وتذكّر: هناك طرق كثيرة لتحقيق أهدافك، والحصول على درجة علميّة عالية ما هو إلاّ واحدٌ منها وحسب.

اسباب مقنعة ومعقولة

تسلم اخوي على الوضوع الجميل الصراحة


ننتظر جديدك

تسلم على المرورررر