الاسحاقي الهاشمي عضو فضي
عدد المساهمات : 165 تاريخ التسجيل : 28/06/2011 العمر : 36 نقاط : 5299 المزاج : رخص لك دمي ومالي .. رخص لك كل شئ غالي .. انا منك يا بلادي .. هنولاتو صومالي لاند
| موضوع: المقامة النبوية للشيخ الدكتور عائض القرني 4/10/2011, 3:38 pm | |
| المقـامَــة الـنـَّبـويَّـــة ) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ( صلى عليك الله يا علم الهدى هتفت لك الأرواح من أشواقها
|
| واستبشرت بقدومك الأيامُ وازينت بحديثك الأقلامُ
|
ما أحسن الاسم والمسمَّى ، وهو النبي العظيم في سورة عمّ ، إذا ذكرته هلت الدموع السواكب ، وإذا تذكرته أقبلت الذكريات من كل جانب .وكنت إذا ما اشتدّ بي الشوق والجوى أُعلِّل نفسي بالتلاقي وقربه
|
| وكادت عرى الصبر الجميل تفصمُ وأوهمها لكنّنها تتوهم
|
المتعبد في غار حراء ، صاحب الشريعة الغراء ، والملة السمحاء ، والحنيفية البيضاء ، وصاحب الشفاعة والإسراء ، له المقام المحمود ، واللواء المعقود ، والحوض المورود ، هو المذكور في التوراة والإنجيل ، وصاحب الغرة والتحجيل ، والمؤيد بجبريل ، خاتم الأنبياء ، وصاحب صفوة الأولياء ، إمام الصالحين ، وقدوة المفلحين ] وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [ .السماوات شيّقات ظِمــاءُ كلها لهفة إلى العلَم الها
|
| والفضا والنجوم والأضواءُ دي وشـوق لذاتــه واحتفـاءُ
|
تنظم في مدحه الأشعار ، وتدبج فيه المقامات الكبار ، وتنقل في الثناء عليه السير والأخبار ، ثم يبقى كنزاً محفوظاً لا يوفّيه حقه الكلام ، وعلماً شامخاً لا تنصفه الأقلام ، إذا تحدثنا عن غيره عصرنا الذكريات ، وبحثنا عن الكلمات ، وإذا تحدثنا عنه تدفق الخاطر ، بكل حديث عاطر ، وجاش الفؤاد ، بالحب والوداد ، ونسيت النفس همومها ، وأغفلت الروح غمومها ، وسبح العقل في ملكوت الحب ، وطاف القلب بكعبة القرب ، هو الرمز لكل فضيلة ، وهو قبة الفلك خصال جميلة ، وهو ذروة سنام المجد لكل خلال جليلة . <TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%">
<TR> <td style="BORDER-BOTTOM: #ece9d8; BORDER-LEFT: #ece9d8; BACKGROUND-COLOR: transparent; BORDER-TOP: #ece9d8; BORDER-RIGHT: #ece9d8">المقامَة النّبويّة
</TD></TR></TABLE>إنْ كان أحببت بعد الله مثـلك في فلا اشتفى ناظري من منظرٍ حسنٍ
|
| بدو وحضر وفي عرب وفي عجمِ ولا تفوه بالقـول السديـد فمـي
|
مرحباً بالحبيب والأريب والنجيب الذي إذا تحدثت عنه تزاحمت الذكريات ، وتسابقت المشاهد والمقالات .صلى الله على ذاك القدوة ما أحلاه ، وسلم الله ذاك الوجه ما أبهاه ، وبارك الله على ذاك الأسوة ما أكمله وأعلاه ، علم الأمة الصدق وكانت في صحراء الكذب هائمة ، وأرشدها إلى الحق وكانت في ظلمات الباطل عائمة ، وقادها إلى النور وكانت في دياجير الزور قائمة .وشب طفل الهدى المحبوب متشحاً
|
|
| بالخير متزّراً بالنور والنار
| في كفه شعلة تهدي وفي دمه
|
|
| عقيدة تتحدى كل جبارِ
| | | |
كانت الأمة قبله في سبات عميق ، وفي حضيض من الجهل سحيق ، فبعثه الله على فترة من المرسلين ، وانقطاع من النبيين ، فأقام الله به الميزان ، وأنزل عليه القرآن ، وفرق به الكفر والبهتان ، وحطمت به الأوثان والصلبان ، للأمم رموز يخطئون ويصيبون ، ويسدّدون ويغلطون ، لكن رسولنا صلى الله عليه وسلم معصوم من الزلل ، محفوظ من الخلل ، سليم من العلل ، عصم قلبه من الزيغ والهوى ، فما ضل أبداً وما غوى ، إنْ هو إلا وحي يوحى .للشعوب قادات لكنهم ليسوا بمعصومين ، ولهم سادات لكنهم ليسوا بالنبوة موسومين ، أما قائدنا وسيدنا فمعصوم من الانحراف ، محفوف بالعناية والألطاف .أثني على مَنْ أتدري من أبجله
|
|
| أما علمت بمن أهديتُه كلمي
| في أصدق الناس لفظاً غير متَّهمٍ
|
|
| وأثبت الناس قلباً غير منتقم
| | | |
قصارى ما يطلبه سادات الدنيا قصور مشيدة ، وعساكر ترفع الولاء مؤيدة، وخيول مسومة في ملكهم مقيدة ، وقناطير مقنطرة في خزائنهم مخلدة ، وخدم في راحتهم معبدة.أما محمّد عليه الصلاة والسلام فغاية مطلوبه ، ونهاية مرغوبه ، أن يعبد الله فلا يشرك به معه أحد ، لأنه فرد صمد ،لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد .يسكن بيتاً من الطين ، وأتباعه يجتاحون قصور كسرى وقيصر فاتحين ، يلبس القميص المرقوع ، ويربط على بطنه حجرين من الجوع ، والمدائن تفتح بدعوته ، والخزائن تقسم لأمته .إن البرية يوم مبعث أحمد بل كرم الإنسان حين اختار من لبس المرقع وهو قائد أمة لما رآها الله تمشي نحوه
|
| نظر الإله لها فبدّل حالها خير البرية نجمها وهلالها جبت الكنوز فكسّرت أعلامها لا تبتغي إلا رضاه سعى لها
|
ماذا أقول في النبي الرسول ؟ هل أقول للبدر حييت يا قمر السماء ؟ أم أقول للشمس أهلاً يا كاشفة الظلماء ، أم أقول للسحاب سلمت يا حامل الماء ؟يا من تضوّع بالرضوان أعظمه
|
|
| فطاب من طيب تلك القاع والأكمُ
| نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه
|
|
| فيه العفاف وفيه الجود والكرمُ
| | | |
اسلك معه حيثما سلك ، فإن سنته سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك ، نزل بزُّ رسالته في غار حراء ، وبيع في المدينة ، وفصل في بدر ، فلبسه كل مؤمن فيا سعادة من لبس ، ويا خسارة من خلعه فقد تعس وانتكس ، إذا لم يكن الماء من نهر رسالته فلا تشرب ، وإذا لم يكن الفرس مسوَّماً على علامته فلا تركب ، بلال بن رباح صار باتباعه سيداً بلا نسب ، وماجداً بلا حسب ، وغنيّاً بلا فضة ولا ذهب ، أبو لهب عمه لما عصاه خسر وتبّْ ، سيصلى ناراً ذات لهب .الفرس والروم واليونان إن ذكروا هم نمقوا لوحة بالـرق هائمـة
|
| فعند ذكرك أسمال على قزم وأنت لوحك محفوظ من التهمِ
|
وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ، وإنك لعلى خلق عظيم ، وإنك لعلى نهج قويم ، ما ضلّْ ، وما زلّْ ، وما ذلّْ ، وما غلّْ ، وما ملّْ ، وما كلّْ ، فما ضلّ لأن الله هاديه، وجبريل يكلمه ويناديه ، وما زلّ لأن العصمة ترعاه ، والله أيده وهداه ، وما ذلّ لأن النصر حليفه ، والفوز رديفه ، وما غلّ لأنه صاحب أمانة ، وصيانة ، وديانة، وما ملّ لأنه أعطي الصبر ، وشرح له الصدر ، وما كلّ لأن له عزيمة ، وهمة كريمة ، ونفس طاهرة مستقيمة . كأنك في الكتاب وجدت لاءً
|
|
| محرمة عليك فلا تحلُّ
| إذا حضر الشتاء فأنت شمس
|
|
| وإن حل المصيف فأنت ظلُّ
| | | |
صلى الله عليه وسلم ما كان أشرح صدره ، وأرفع ذكره ، وأعظم قدره ، وأنفذ أمره ، وأعلى شرفه ، وأربح صفقه ، من آمن به وعرفه ، مع سعة الفناء ، وعظم الآناء ، وكرم الآباء ، فهو محمد الممجد ، كريم المحتد ، سخي اليد ، كأن الألسنة والقلوب ريضت على حبه ، وأنست بقربه ، فما تنعقد إلا على وده ، ولا تنطق إلا بحمده ، ولا تسبح إلا في بحر مجده .نور العرارة نوره ونسيمه وعليه تاج محبة من ربه
|
| نشر الخزامى في اخضرار الآسي ما صيغ من ذهب ولا من ماسي
|
إن للفطر السليمة ، والقلوب المستقيمة ، حب لمنهاجه ، ورغبة عارمة لسلوك فجاجه ، فهو القدوة الإمام ، الذي يهدى به من اتبع رضوانه سبل السلام .صلى الله عليه وسلم علم اللسان الذكر ، والقلب الشكر ، والجسد الصبر ، والنفس الطهر ، وعلم القادة الإنصاف ، والرعية العفاف ، وحبب للناس عيش الكفاف ، صبر على الفقر ، لأنه عاش فقيرا ، وصبر على جموع الغنى لأنه ملك ملكاً كبيرا ، بعث بالرسالة ، وحكم بالعدالة ، وعلم من الجهالة ، وهدى من الضلالة ، ارتقى في درجات الكمال حتى بلغ الوسيلة ، وصعد في سلّم الفضل حتى حاز كل فضيلة . <TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%">
<TR> <td style="BORDER-BOTTOM: #ece9d8; BORDER-LEFT: #ece9d8; BACKGROUND-COLOR: transparent; BORDER-TOP: #ece9d8; BORDER-RIGHT: #ece9d8">المقامَة النّبويّة
</TD></TR></TABLE>أتاك رسول المكرمـات مسلمـاً فأقبل يسعى في البساط فما درى
|
| يريد رسول الله أعظم متقي إلى البحر يسعى أم إلى الشمس يرتقي
|
هذا هو النور المبارك يا من أبصر ، هذا هو الحجة القائمة يامن أدبر ، هذا الذي أنذر وأعذر ، وبشر وحذر ، وسهل ويسر ، كانت الشهادة صعبة فسهّلها من أتباعه مصعب ، فصار كل بطل بعده إلى حياضه يرغب ، ومن مورده يشرب ، وكان الكذب قبله في كل طريق ، فأباده بالصديق ، من طلابه أبو بكر الصديق ، وكان الظلم قبل أن يبعث متراكماً كالسحاب ، فزحزحه بالعدل من تلاميذه عمر بن الخطاب ، وهو الذي ربى عثمان ذو النورين ، وصاحب البيعتين ، واليمين والمتصدق بكل ماله مرتين ، وهو إمام علي حيدره ، فكم من كافر عفرّه ، وكم من محارب نحره ، وكم من لواء للباطل كسره ، كأن المشركين أمامه حمر مستنفرة ، فرت من قسوره .إذا كان هذا الجيل أتباع نهجه
|
|
| وقد حكموا السادات في البدو والحَضَرْ
| فقل كيف كان المصطفى وهو رمزهم
|
|
| مع نوره لا تذكر الشمس والقَمرْ
| | | |
كانت الدنيا في بلابل الفتنة نائمة ، في خسارة لا تعرف الربح ، وفي اللهو هائمة ، فأذّن بلال بن رباح ، بحي على الفلاح ، فاهتزت القلوب ، بتوحيد علاّم الغيوب ، فطارت المهج تطلب الشهادة ، وسبحت الأرواح في محراب العبادة ، وشهدت المعمورة لهم بالسيادة .كل المشارب غير النيل آسنة
|
|
| وكل أرض سوى الزهراء قيعان
| لا تنحر النفس إلا عند خيمته
|
|
| فالموت فوق بلاط الحب رضوان
| | | |
أرسله الله على الظلماء كشمس النهار ، وعلى الظمأ كالغيث المدرار ، فهز بسيوفه رؤوس المشركين هزّاً ، لأن في الرؤوس مسامير اللات والعزى ، عظمت بدعوته المنن ، فإرساله إلينا أعظم منّة ، وأحيا الله برسالته السنن ، فأعظم طريق للنجاة إتباع تلك السنة . تعلم اليهود العلم فعطلوه عن العمل ، ووقعوا في الزيغ والزلل ، وعمل النصارى بضلال ، فعملهم عليهم وبال ، وبعث عليه الصلاة والسلام بالعلم المفيد ، والعلم الصالح الرشيد . أخوك عيسـى دعا ميْتـاً فقام له
|
|
| وأنت أحييت أجيالاً من الرممِ
| قحطان عدنان حازوا منك عزّتهم
|
|
| بك التشرف للتـاريخ لا بهمِ
| | | |
| |
|