**********************************************************************************************************
إن القبلية هي انفعالات غير عاقلة، أما المصاب بها فإنه إنسان أناني يريد أن يستولي على كل شيء، وفردي يعمل ضد الصالح العام،إنه إنسان مفتون يحب الرئاسة، ويريد من الآخرين أن يكونوا أتباعاً وأذناباً له، ولا يحترم الآخرين، ماكر لايرعي عهداً.شعاره: أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً.
من أجل هذه الصفات السيئة التي تفرزها القبلية، نهانا رسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلّم عن ممارستها، حيث قال:”اتركوها فإنها نتنة”
هناك مثل فرنسي يقول: من لم يكن وهو في العشرين من عمره يسارياً أو ثورياً،ليس إنساناً طبيعياً، ولكن من يبقى يسارياً وثورياً بعد الأربعين فهو إنسان غير طبيعي أيضاً.انطلاقاً من ذاك المثل والحكاية التي قبله نستطيع القول: ليس من العيب بأن يمارس سعادة الرئيس سيلانيو، هواية القبلية وسياسة الثورية وهو في ثلاثينات عمره، أما العيب فهو: أن يبقى ثورياً قبليّاً بعد السبعين من العمر.
على الرئيس أن يضع في حسبانه، أن الثّورية والقبيلية ستقود جمهورية أرض الصومال، إلى التوتر والتّصادم والتقاتل والتناحر والعداء بين أبنائها. وللمرض القبليّ عواقب وخيمة،لأن مخالبه شرسة وبراكينه مدمرة. إن أكثر مخالبها دماراً وأشدها فتكاً، هي تلك التي تنبثق من رحم التحريض القبلي وتتغذى من منابع الحقد والكراهية.
إن وجود خلافات بين أحزاب البلاد أمر لا مفر منه، ولكن أن تتحول تلك الخلافات إلى خلافات قبلية تفرّق بين أبناء الوطن، فذاك أمر خطير ولاينبغي لحكومة سيلانيو أن تفتح الطريق أمامها.فعلى الحكومة الجديدة، عدم ممارسة سياسة الثأر والانتقام ضد نظام سابق وبعض أقاليم البلاد، وأن تمتنع عن توجيه التهم وفتح باب التحقيقات والاستجوابات، ومنع سفر بعض أركان النظام السابق،الذي تصرف بطريقة حكيمة وسلّم الحكم بطريقة شريفة،وأثبت للعالم أن هناك ديمقراطية في جمهورية أرض الصومال.
أما إذا استمرت الأمور على تلك الشاكلة، فإن ذلك يقصر عمر الحكومة أو يعجل اندلاع حرب أهليّة ليس فيها مصلحة لأي ظرف، وقد يجلب إلى المنطقة فتنة، قد تحرق الأخضر واليابس.
لنجنّب شعبنا الحبيب ويلات الحرب، ولتتفادى حكومة سيلانيو كل التّصرفات التي تثير نعرات قبلية.علماً أن للوحشية والهمجية عدة وجوه،أقبحها القبلية، لأنّها تؤّدي إلى تقسيم وتجزئة أبناء الوطن، فلن ينعم أحد بعد ذلك بالأمن والاستقرار وراحة البال، وستتنشج العلاقات الأخوية بين أبنائنا وستشهد المنطقة مزيداً من الصدامات الدّامية، وحرباً أهليّة لا تحمد عواقبها.
على الحكومة والرئيس سيلانيو، أن يكون أكثر حرصاً على مصالح الشعب، وأن تعقد اجتماعات لأعيان البلاد والمتعلمين وشيوخ القبائل وعلماء الدين، والأحزاب المعارضة لإصلاح مافسدخلال تلك الشّهور الثلاثة.
فعن الخلاف تنزّهوا وتمسكوا بعرى الوفاق فكلكم إخوان
هذا لهذا مرشد ومسند فلمثل ذلك يكمل الإنسان
بقلم : د. عبدالرزاق غالب - استاذ في جامعة الأمير سونكلا في تايلاند
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]