________________________________________________________________________________________
السؤال
ما تعريف التوبة و ما شروطها ؟
الجواب
لسماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين
- التوبة هي الرجوع عن معصية الله تعالى إلى طاعته .
- التوبة محبوبة إلى الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}[البَقـَـرَة، من الآية: 222].
- التوبة واجبة على كل مؤمن: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}[التّحـْـريم، من الآية: 8] .
- التوبة من أسباب الفلاح: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[النـُّـور، من الآية: 31] . والفلاح: أن يحصل للإنسان مطلوبه وينجو من مرهوبه .
- التوبة النصوح يغفر الله بها الذنوب مهما عظمت ومهما كثرت: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *}[الزُّمـَـر] .
لا تقنط - يا أخي المذنب - من رحمة ربك، فباب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا" [1] .
وكم من تائب عن ذنوب كثيرة عظيمة تاب الله عليه، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلـهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا *يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا *إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا *}[الفـُـرقان] .
التوبة النصوح هي التي اجتمع فيها خمسة شروط :
الأول: الإخلاص لله تعالى؛ بأن يقصد بها وجه الله تعالى وثوابه والنجاة من عذابه.
الثاني: الندم على فعل المعصية؛ بحيث يحزن على فعلها ويتمنى أنه لم يفعلها.
الثالث:الإقلاع عن المعصية فوراً؛ فإن كانت في حق الله تعالى: تركها إن كانت في فعل محرم، وبادر بفعلها إن كانت ترك واجب . وإن كانت في حق مخلوق: بادر بالتخلص منها إما بردها إليه أو طلب السماح له وتحليله منها .
الرابع: العزم على أن لايعود إلى تلك المعصية في المستقبل .
الخامس: أن لاتكون التوبة قبل فوات قبولها؛ إما بحضور الأجل أو بطلوع الشمس من مغربها؛ قال الله تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآْنَ}[النّـِسـَـاء، من الآية: 18]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا؛ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ" [2]، رواه مسلم.
اللّهم وفقنا للتوبة النصوح. وتقبل منا إنك أنت السميع العليم .
ـــــــــــــــــــ
[1]مسلم (2759) .
[2]مسلم (2703).